بسم الله الرحمن الرحيمنُخْبَةُ الإِعْلامِ الجِهَادِيِّقِسْمُ الكُتُبِ وَالمَقَالاتِيقدمالتصوُّر السياسي للحركة الإسلاميةلفضيلة الشيخ/ رفاعي سرور – رحمه الله[ الطبعة الثانية ] طبعة منقحة ومزيدة وهي آخر ما كتبه الشيخ رحمه الله - تنشر لأول مرة - رجب 1433 هـ - 05 / 2012 م كلمة الناشر
بسم الله الرحمن الرحيم
[من أهم ضرورات الموقف السياسي: أن يتعاون المسلمون في إدارة الحرب ليكون لهم منطلق واحد، تجتمع فيه كل الطاقات الفكرية، وكل الخبرات العملية، وكل إمكانات المتابعة الواقعية.
ويحقق وحدة الموقف الإسلامي عدة مبادئ، أهمها:
- لا صراع مع مسلم.
- اعتبار الدخول تحت الغاية النهائية.
- التفريق بين العلاقة السياسية والعلاقة الحركية.
- التوازن في تقييم صواب وخطأ الاتجاهات الإسلامية المختلفة.
- الارتكاز على الحسم الواقعي لقضايا الاختلاف الفكري.]
يقدِّم المفكِّر الإسلامي الكبير الشيخ رفاعي سرور -رحمه الله- في هذا الكتاب الخطوط العامة للتصوُّر السياسي الإسلامي، الذي يتضمن الوعي بالواقع وحقائق صراع الإسلام والجاهلية، ويرسم ملامح الحركة الإسلامية إلى تغيير هذا الواقع وإعادة الأمة الإسلامية حكم نفسها بشرع ربها، ونهوضها -أمةً لا نخبةً- إلى دورها الشرعي القدري في مدافعة الجاهلية في صراعها الباقي إلى قيام الساعة.
فالسياسة عند الكاتب -رحمه الله- ليست هي ذلك الهامش الذي تستدرج إليه الجاهلية الحركة الإسلامية؛ فتستنزف قوتها في صراعات محدودة تسيطر عليها القوى الجاهلية وتمنعها من الخروج إلى التأثير في مراكز القوى الدولية والاجتماعية.
ويحدِّد الشيخ رفاعي سرور -رحمه الله- في كتابه هذا أساليب الحراك الإسلامي إلى التأثير والتغيير، والعلاقة الشرعية والقدرية بين هذه الأساليب المختلفة، وتكاملها فيما بينها، وما يقابلها من الأساليب غير الشرعية التي تستنزف القوة الإسلامية، وتصرفها عن الاشتغال بالمواطن المؤثرة في الصراع الإسلامي مع القوة الجاهلية، كما يحدِّد فيه الأسس التي تقوم عليها العلاقة بين مختلف تيارات الحركة الإسلامية؛ حتى لا ينحرف مسيرها مع اتحاد هدفها.
وهو يبني تصوراته هذه على أساس عقدي راسخ، ونظرة حركية شاملة، وإدراك لأساليب الجاهلية في حربها على الإسلام، وخبرة بمواطن الخلل في صف الحركة الإسلامية؛ فجاء تصوره مرسوما بمعالم سياسية واضحة ومتينة.
فندعو القارئ الكريم إلى قراءة هذا الكتاب الذي كتبه مفكِّر إسلامي دقيق الفكر، وثاقب النظر، وكثير التأمُّل في آيات الوحي وأحداث القدر، فكانت كتاباته عميقة نافعة.
رحم الله عبده رفاعي سرور رحمة واسعة، ونفع الإسلام والمسلمين بما كتب وقال.
نخبة الإعلام الجهادي